أحاديث قريب #١٥: عامان على 7 أكتوبر: غزة والنظام الإقليمي المتغير

بعد عامين من 7 أكتوبر 2023، لم تتوقف الحرب فحسب، بل تصاعدت لتصل إلى إعادة احتلال شاملة لمدينة غزة. يصف الجيش الإسرائيلي ذلك بأنه «المرحلة النهائية من الحرب»، بهدف القضاء على حركة حماس وتأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين، كما كرر بنيامين نتنياهو قوله مرارًا. والنتيجة كارثية على الصعيد الإنساني: فقد أصبح معظم قطاع غزة غير صالح للسكن، مع تكرار حالات النزوح الجماعي، وانهيار البنية التحتية، ومقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين. وفي سبتمبر 2025، خلصت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة، وهو أقوى إدانة صادرة حتى الآن ضمن منظومة الأمم المتحدة. 

على الصعيد السياسي، قوبلت هذه الحقائق المدمرة بمكاسب محدودة لكنها رمزية: فقد اعترفت عدة دول أوروبية وأخرى بالدولة الفلسطينية رسميًا، مانحة شرعية سياسية وقانونية جديدة. لكن هذا الاعتراف لم يمارس أي ضغط لوقف الحرب أو التهديد بضم الضفة الغربية. ويترافق ذلك أيضًا مع حالة عدم الاستقرار داخليًا وعلى مستوى المنطقة، حيث ستحدد الصراعات المتغيرة على السلطة ما إذا كانت هذه القرارات تحمل أي وزن حقيقي. 

فالعراق يتجه إلى انتخابات برلمانية في تشرين الثاني نوفمبر، وهو سباق قد يعيد ضبط التوازن بين القوى الموالية لإيران ومنافسيهم. وفي لبنان، لا تزال مسألة نزع سلاح حزب الله دون حل: فقد تبنت الحكومة خطة أميركية لتقييد السلاح في يد الدولة، لكن دون جدول زمني، على عكس ما ورد في ما يسمى ورقة توم باراك التي تدعو إلى نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية هذا العام، بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية على قرى وبلدات لبنانية بشكل شبه يومي. في الوقت نفسه، تتمسك إيران بموقفها وتعيد ضبط استراتيجيتها، مستفيدة من حلفائها الإقليميين، رافضة الضغوط عليها أكان بالحرب أو بالعقوبات، في محاولة لإحباط التحركات الغربية لتفعيل آلية الزناد”. كل هذه الديناميكيات ستؤثر بشكل مباشر على ميزان القوى في لبنان والعراق واليمن وسوريا في الأشهر القادمة. 

مع استمرار الصراع، تتسع الفجوة بين الاعتراف الرمزي من الخارج والواقع المتهاوي على الأرض. ما الذي تبقى من مشروع الدولة الفلسطينية، وهل يمكن إحياؤه في ظل ظروف الحصار وإعادة الاحتلال وتوسع المستوطنات؟ هل سيظل اعتراف أوروبا بفلسطين مجرد خطوة رمزية، أم يمكن تحويله إلى ضغط فعلي قادر على تغيير ميزان القوى؟ على الصعيد الإقليمي، هل يواجه حلفاء إيران تراجعًا لا رجعة فيه، أم أنهم يعيدون فقط ضبط دورهم في ساحات الصراع المتغيرة؟ كيف تؤثر إعادة احتلال إسرائيل لغزة على صورتها وحلفائها على الصعيدين الإقليمي والدولي؟ والأهم، ماذا تعني هذه الديناميكيات بالنسبة للإعلام المستقل الذي يعمل تحت الضغط في غزة ولبنان والعراق وما ورائهما، وللمواطنين الذين ترتبط حياتهم وحقوقهم بها مباشرة؟ 

هذه الأسئلة وغيرها نناقشها معكم في حوارات قريب وذلك:  

يوم الجمعة 03 أكتوبر الساعة 16:00 بتوقيت عمان، 15:00 بتوقيت وسط أوروبا مع: 

رغد سلامة: صحفية من طولكرم  

فادي الحسني: رئيس تحرير آخر قصة، غزة  

محمد أبو ناموس: مراسل قناة الغد، غزة  

جو معكرون: كاتب ومحلل سياسي لبنان  

سامان نوح: رئيس تحرير نيريج، العراق 

تدير النقاش ندى عبد الصمد، المستشارة التحرير في برنامج قريب 

Speakers