أم محمد، من مواليد عام 1951، تنحدر من قرية هربيا الفلسطينية المهجرة. وبعد أن أُجبرت على الاستقرار في جباليا، تابعت تعليمها على الرغم من رفض بعض أفراد أسرتها.

أكملت أم محمد دراستها في مصر، ثم عملت في المملكة العربية السعودية وربت أطفالها الخمسة – ثلاثة أولاد وبنتان.
وعلى الرغم من عودتها إلى غزة أثناء الحصار، إلا أن أم محمد ما زالت تعتبرها بيتها رغم الصعوبات. وهي تعتقد أن الوضع الحالي في غزة أسوأ من نكبة عام 1948. ويعيش أبناؤها الآن في مخيمات اللاجئين المكتظة، ويعانون من صراع مستمر من أجل الحصول على الموارد الأساسية. ترسم المحادثات مع ابنتها صورة قاتمة لحياتهم اليومية – الانتظار الطويل للحصول على الضروريات الأساسية مثل المراحيض، والاعتماد على المصابيح الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، والظروف المعيشية الصعبة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التحديات، تحافظ أم محمد على مرونة وتفاؤل ملحوظين. تجد العزاء في إيمانها، وترجع هذه الصعوبات إلى إرادة الله. واللافت أنها سافرت إلى رام الله لتلقي العلاج قبل العدوان الأخير.الآن، أمنيتها الوحيدة هي سلامة أبنائها.
تجسد قصة أم محمد تجربة النزوح الفلسطينية الأوسع والصمود الذي لا يتزعزع. تعكس رحلتها التحديات التي يواجهها العديد من الفلسطينيين، في حين أن أملها وقوتها التي لا تتزعزع في مواجهة الشدائد تظهر روح الشعب الفلسطيني التي لا تقهر.