اجتمع في عمان يومي الرابع عشر والخامس عشر من شباط فبراير الحالي أكثر من خمسين اعلامية واعلاميا يمثلون أكثر من أربعين منصة تعمل في الأردن ولبنان وفلسطين بالإضافة الى العراق، ويدعمها برنامج قريب ضمن قناة فرنسا الدولية الممولة من الوكالة الفرنسية للتنمية.
ويأتي هذا الاجتماع الذي لم يكن عقده ممكنا قبل بسبب الظروف التي مرت بها دول تدخل ضمن البرنامج منها فلسطين ولبنان، وسط تطورات شديدة الأهمية لجهة تأثيرها على الاعلام المستقل وهي:
١- الحرب وتحدياتها على الصحافيين المستقلين وتأثيرها على غرف الاخبار ولاسيما على سلامة العاملين في هذا القطاع .
٢-التمويل الذي يهدف الى الحفاظ على استقلالية هذه المنصات والذي بسبب عدة تطورات سجلت مؤخرا بدأ بالتراجع ما يهدد، ليس استقلالية هذه المنصات فقط انما أيضا وجودها في الأساس ما يعرض الأصوات الحرة والمستقلة للخطر وجودي.
وفي هذا الإطار جرى نقاش صريح ومفتوح خلال يومي اللقاء بناء على اقتراح شركاء قريب وبناء على أولويات المرحلة بالنسبة للإعلام المستقل. فكان نقاش حول تحديات الحرب بحيث استعرضت المنصات التي عملت في ظروف قاسية لتغطية الحرب في غزة وتطورات الضفة الغربية بالإضافة الى لبنان أبرز التحديات التي واجهت تلك المنصات في الحرب. كما تبادل المجتمعون الخبرات فيما خص افضل الطرق لتوسيع الوصول الى المتلقي.
كما تناقشوا في أفضل السبل لإيصال قصص الناس الى جانب استعراض التطور على صعيد الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منه بضوء تجارب بعض المنصات المشاركة في اللقاء. كما تناولت الاعلاميات والاعلاميون التحديات التمويلية التي تواجه المنصات كافة وكيفية تقليص الاعتماد على الممولين لضمان الاستمرارية على اعتبار ان التمويل مهما بلغ حجمه هو دائما محدود زمنيا. وهنا أيضا تبادل المجتمعون التجارب إزاء تلك البدائل.
ومن القضايا التي جرت مناقشتها تلك المتصلة بالعوائق القانونية والمجتمعية التي تؤثر على حرية التعبير ولاسيما عندما يتعلق بالأمر بحقوق المرأة وبقضايا الفساد. وقد انتهى اللقاء على اتفاق بمواصلة النقاش وتبادل التجارب والخبرات فيما خص القضايا الملحة التي تواجه وجود الاعلام المستقل في المنطقة العربية