قمة المناخ، جائزة قريب وهدنة لبنان وسط استمرار الحرب في غزة
لقد شهد شهر تشرين الثاني نوفمبر حدثاً هاماً بالنسبة لبرنامج قريب، وهو الإعلان عن جوائز قريب للصحافة في احتفال أقيم في العاصمة الأردنية عمان. حيث فاز ثلاثة عشر صحافياً من عدة دول عربية في الفئات الخاصة بالجائزة لهذا العام.
وسوف نعلن قريباً عن الدعم الذي قررنا في برنامج قريب تخصيصه لإنتاج أعمال استقصائية عابرة للحدود، وهو قرار أعلناه في احتفال جوائز قريب للصحافة. وهدفنا من هذا الدعم، تحفيز مؤسسات الإعلام المستقل على التشارك في أعمال صحافية استقصائية عابرة للحدود يكون لها تأثير على حياة الناس.
لبنان وهدنة ال ٦٠ يوما وتأثيرها على شركائنا
كما شهد شهر نوفمبر الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بعد حرب استمرت ثلاثة عشر شهرا وشهدت اعنف اشكالها منذ أيلول سبتمبر الماضي لتشمل بيروت وضاحيتها. وقد شكلت هذه الحرب تحديا كبيرا لشركائنا في لبنان لجهة اصرارهم على تغطية ما يجري وانعكاس الحرب على حياتهم اليومية وصحتهم النفسية وفي الوقت نفسه سعيهم للحفاظ على سلامة فريق العمل.
وقد كتبت عليا عواضة رئيسة التحرير التنفيذية لمنصة نقطة عن أثر تلك الحرب…
“لا زلت أتذكر عودتنا الى منزلنا الكائن على أطراف الضاحية بعد حرب تموز 2006، المفارقة في هذه الحرب أنها انتهت ولكنّنا كنا لا زلنا في منزلنا الذي لا يقع ضمن المربعات الحمراء التي كان ينشرها الناطق باسم جيش الاحتلال. كنا نستمع الى التحذيرات ونتحضّر يوميًّا لجولة من الغارات العنيفة التي يتردّد صدى صوتها ومفعولها في أرجاء المعمورة. انها حرب العام 2024، لكن الفرق أنني أمّ لطفلي دانيال البالغ من العمر عشر سنوات. ماذا سيحصل؟ كيف سأحمي ابني وعائلتي؟ كيف سنتابع عملنا في “نقطة”. كيف سأحرص على صحة زميلاتي النفسية وهنّ في قلب الحدث. منهنّ من هُجرت ومنهنّ من دّمرّ منزلها. مسؤوليات كثيرة حاولت الاستجابة لها بأكبر قدرٍ من المرونة المصحوبة بالتوجس والقلق من المجهول. تعديل في خطط النشر، العمل في الاغاثة، السهر ليلًا ونهارًا. كل هذا التغيير والتعب نسيته فجر اليوم عندما استيقظ “دانيال” على صوت الرصاص عند الرابعة وسألني” شو ماما انذار”؟ فقلت له، “عد الى النوم يا حبيبي فقد انتهت الحرب”
وهكذا وثقت “غوى”احدى الصحافيات في “نقطة” عودتها الى منزل أمها الذي دمرته إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية.
ومع اعلان الهدنة خصص شركاء قريب في لبنان مساحة واسعة للحديث عن أبعاد اتفاق الهدنة وعن عودة النازحين، هذا التقرير لمنصة ميغافون يواكب هذه العودة.
بالمقابل استمرت الحرب على غزة واستمرت الماسي التي يعيشها أهل القطاع. ورغم ظروف العيش المستحيلة استمر شركاؤنا في فلسطين بالعمل وسط تلك الظروف ومن بينهم موقع “آخر قصة” في غزة الذي اضاء على انعكاس الحصار والحرب على الناس ومن بين تلك القصص، قصة عن نقص حليب الاطفال.
ثلاثة عشر صحافيًا بدعم من برنامج قريب في قمة المناخ
من ضمن اهداف برنامج “قريب” الإضاءة على تدهور واقع البيئة والمناخ ما يؤثر مباشرة على حياة الناس. وفي هذا السياق وللعام الثاني على التوالي تولى برنامج قريب دعم مشاركة صحافيين عرب في قمة المناخ. فقد قام ثلاثة عشر صحافيا من دول عربية مختلفة بالمشاركة في الأسبوع الثاني من القمة التي انعقدت هذا العام في باكو، أذربيجان وقد تولى الصحافيون المشاركون تغطية وقائع القمة وانتاج مواد صحافية تهم بلادهم وتتابع قضايا المناخ بعد ان تلقوا تدريبات سبقت سفرهم الى باكو تضمنت اطلاعهم على أبرز القضايا المناخية الشائكة وخلفياتها.
وكتبت سوزان بعقليني مسؤولة برنامج قريب المتعلق بتغطية القمة:
“بالنسبة لي، فإن قمة باكو وهي القمة الحادية عشرة التي اتولى تغطيتها. وقد كان لها نكهة خاصة رغم أن نتائجها كانت مخيبة للآمال. فكان العمل الصحفي الذي قمت به ممزوجا بالتبادل والمشاركة مع الصحفيين ال13. وبهذا المعنى، كانت متعة التغطية كما التعب مضاعفين. بعد عودتي من القمة، الى بيروت التي استعادت هي ايضا عافيتها، أستطيع القول أنني أثمن عاليا هذه التجربة والمشاركة الفعالة مع المجموعة التي اتسمت بحس المسؤولية والجدية في العمل.”
“أما لماذا كانت قمة باكو مخيبة للآمال؟ فلأنها كانت قمة التمويل بمعنى ان المساهمة المالية للدول المتقدمة كان يجب ان تجدد وترفع من ١٠٠ مليار دولار اميركي بالسنة. هذه المساهمة مهمة جدًا للبلدان النامية لتتكيف مع التغيرات المناخية. ولكن آمال هذه البلدان، التي كانت تطالب بمساهمة بنسبة الترليون دولار، قد خيبت حين جاءت المقررات تتكلم عن ٣٠٠ مليار دولار فقط بالسنة للسنوات العشر القادمة. وكان طيف الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب قد خيم على هذه القمة، فهو على الارجح سيخرج بلاده، القوة العظمى الاولى، من اتفاقية باريس للمناخ حين وصوله الى البيت الأبيض”.
هذه بعض الانتاجات التي تولاها المشاركون في تغطية القمة:
كتبت هالة ناصر الدين في منصة “درج” عن معضلة التمويل.
أما منير قبلان من موقع “رصيف22” فقد قرأ في أسباب فشل قمم المناخ في إيجاد الحلول.
وفي التقرير التالي للينا عودة من “تلفزيون رؤيا فلسطين” إضاءة على موقف فلسطين في القمة.
اما ادوارد صفير من منصة ٩٦١سيانستا وهو موقع متخصص للقضايا العلمية فقد اختار الإضاءة على حرص أوكرانية في قمم المناخ على الإشارة إلى جهدها الاستثنائي في إعادة التدوير
وتولت بعض المنصات تغطية مباشرة للقمة منها منصة “شبكة الاخبار الفلسطينية” التي كان لرئيس تحريرها منجد جدو بعض الإطلالات المباشرة من باكو.