عام 2025 يفتح على هدن وليس وقفًا للحروب وتشدد في القضايا الحقوقية
الشهر الأول من العام ٢٠٢٥ حمل إعلانا بوقف إطلاق النار في غزة بعد أربعة عشر شهرا من حرب أدت الى مقتل الالاف ونزوح عشرات الالاف والى تدمير هائل لقطاع غزة. لكنه حمل أيضا إطلاقا لهجوم إسرائيلي آخر في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة جنين. بالمقابل انشغل شركاؤنا أيضا في متابعة تطورات انعكاس انطلاق عهد دونالد ترامب على المنطقة.
كما احتلت التطورات المتصلة بوقف إطلاق النار على جبهة الجنوب اللبناني وتمديده من قبل إسرائيل حيزا هاما من انتاجات شركائنا في لبنان وسط منع آلاف السكان من العودة الى القرى في المناطق الحدودية المتاخمة لإسرائيل. ووسط تلك التطورات الإقليمية، تقدم خبر تعديلات اقرها البرلمان العراق لقانون الأحوال الشخصية والذي يترك الباب مفتوحا امام تزويج القاصرات. وكانت الحملة التي أطلقها الاعلام المستقل، ليس في العراق فحسب، قد أدت لاحقا الى تجميد هذه التعديلات ما يشير مجددا الى الدور الذي يلعبه الإعلام البديل في القضايا الحقوقية وغيرها من القضايا المتصلة بحقوق الانسان.
وفي هذا السياق كتبت خلود العامري في موقع “المنصة” العراقي تحت عنوان : الاعلام المستقل يستأنف معركته ضد تعديل قانون الأحوال بعد ايقافه:
“أثلج قرار المحكمة الإتحادية العليا بإيقاف ثلاثة قوانين جدلية في مقدمتها تعديل قانون الأحوال الشخصية اثلج صدور المعارضين من المنظمات الحقوقية ووسائل الاعلام المستقلة التي سبق وقادت حملة ضده.
القوانين المذكورة أقرت في مشهد سريالي كانت أيادي النواب المؤيدين تصفق والمعترضين تتوعد وفي اقل من خمس ثوان اعلن رئيس البرلمان العراقي إقرار التعديلات دون عدد الأصوات وغادر القاعة وسط فوضى عارمة أعقبت الحدث.
الاعلام العراقي المستقل الذي سبق ودعم حملات الاعتراض على النصوص المعدلة والتي قادتها منظمات ناشطة في مجال حقوق الانسان، كان يخشى تلك اللحظة التي اقر فيها القانون بقي على موقفه المعارض فيما اعتبر الاعلام الحزبي القانون نصرا جديدا لصالح الاطار التنسيقي الشيعي الذي قاد التعديل متجاهلا الأصوات المعترضة مقايضا بذلك الاكراد والسنة على قانوني العفو العام وإعادة العقارات المصادرة الى الاكراد.
قبل التعديل كانت هناك حملة لرجال انفصلوا عن زوجاتهم وطالبوا بالحضانة استمرت اكثر من خمس سنوات ردت المحكمة الاتحادية في حينها طلب التعديل واعتبر الاعلام المستقل والمنظمات الحقوقية الخطوة نصرا مهما ، لكن طبخة التعديلات عادت مجددا الى مطبخ البرلمان ودخلت في صفقة ثلاثية بين الاكراد والشيعة والسنة حيث طلب السنة إقرار قانون العفو العام والاكراد بالتصويت على اعادة ممتلكاتهم المصادرة، وانتهت الصفقة بإقرار القوانين الثلاثة وسط صراخ المعارضين.
اليوم وبعد رد المحكمة الاتحادية لتعديل قانون الأحوال تستأنف وسائل الإعلام المعارضة لزواج الطفلات في سن التاسعة وحرمان النساء من الإرث في عقارات الزوج معركتها مجددا لإسناد قرار المحكمة الاتحادية وعدم مرور القانون الذي يلغي القانون المدني ويمنح رجال الدين سلطة القضاة في قضايا “الزواج والطلاق وفق ارادة المذاهب الديني”
وتابعت منصة “درج ميديا” في لبنان تلك التعديلات المثيرة للجدل.
أما موقع “شريكة ولكن” فوصف الأمر بالنكبة التشريعية.
وفي الشأن الفلسطيني تابع شركاؤنا انعكاسات الحرب في غزة وتوسع الهجمات في الضفة الغربية.
ومن منصة “دوز” في نابلس تقرير عن شعور أهالي الضفة بأنهم أمام نكبة ثانية بعد وقف الحرب على غزة وانطلاق الهجوم على جنين تحت عنوان “الجدار الحديدي”.
أما منصة “آخر قصة” في غزة فتناولت انعكاسات الحرب واليوم التالي لها ولاسيما بالنسبة للحياة اليومية ومنها النفايات المتراكمة التي تهدد الناجين من الحرب بقتل من نوع آخر.
وفي لبنان تابعت منصة “بيروت اليوم” تطورات الهدنة في لبنان وغزة ونشرت تقريرا من داخل المخيمات الفلسطينية عن رد فعل الفلسطينيين على وقف إطلاق النار في غزة.
ومن الأردن هذه الأرقام المقلقة عن ارتفاع البطالة في الأردن في منصة صدى بودكاست.
ومن العراق تناولت منصة “مكانتي” قضايا عدة على صلة بالمرأة من بينها موضوع عن زحف المخدرات على الجامعات العراقية وتأثر الطالبات بهذه الظاهرة
كما تناولت منصة “يلا” قصة تلفزيونية حول معهد الفنون الجميلة للبنات في ذي قار جنوب العراق وولادة جيل جديد من الفنانات في الفن التشكيلي والتصميم والمسرح
والى الموصل حيث قدمت ايزيدي ٢٤ قصة مصورة عن ثلاث طالبات، تطوعن لصناعة الشموع داخل دير القديسة بربارة في كرمليس.
هذا بالنسبة لشهر كانون الثاني، المزيد من الانتاجات على موقع “قريب”. أما شهر شباط فبراير، وهو الشهر الذي يسبق شهر الصوم في رمضان، فسيكون حافلا بالنسبة لنا ولشركائنا بحيث سنلتقي في عمان في إطار الاجتماع الإقليمي الثاني لمشروع قريب لمناقشة التحديات والتطورات التي تواجه العمل الإعلامي في منطقتنا ولاسيما التحديات التي تواجه الإعلام البديل تحديدًا.