تحقيق “مناطق نت” المنصة الشريكة لقريب عن مشروع “مشبوه” في صور، يؤدي الى توقيفه

في خضمّ الحرب التي كانت مندلعة في جنوب لبنان في شهر آب/أغسطس من العام 2024، ظهر مشروع استثماري ضخم إلى جانب محمية صور الطبيعية في الجنوب اللبناني، وعلى أرض تابعة للدولة اللبنانية. شريكُنا في لبنان، موقع “مناطق نت”، كان أوّل من سلّط الضوء على المشروع، وأطلق عليه اسم “المشروع المشبوه”، حيث لا دراسات للأثر البيئي، ولا تراخيص من الوزارات المعنية، وذلك في منطقة مصنفة أثرية، والعقارات فيها مدرجة على لائحة الملك العام التابعة لمديرية الآثار في وزارة الثقافة.

تابعت “مناطق نت” المشروع منذ أن لاحظت الأعمال الجارية في تلك المنطقة، وكانت أوّل من نشر موضوعًا يطرح تساؤلات حول هذا المشروع والمخالفات المرتكبة، بالإضافة إلى الجهة التي تقف وراءه. ثم تابعت تسليط الضوء عليه من خلال تحقيقات متتالية، من ضمنها العديد من الفيديوهات، وصولًا إلى توقيف الجيش لأحد صحافيي موقع “مناطق”، مهدي كريم، أثناء زيارة ميدانية للمشروع في إطار متابعة العمل الصحافي المتصل به. وقد أدّى توقيف الصحافي إلى حملة إدانة واسعة فرضت الإفراج عنه. كما توجّه محامي “النقابة البديلة” إلى الجنوب لمتابعة توقيف كريم من مركز المخابرات التابع للجيش في مدينة صيدا. وتحصل “النقابة البديلة” على دعم من برنامج قريب لتأمين خدمات قانونية للصحافيين الملاحقين.

وفي الأيام الأخيرة من شهر حزيران/يونيو، وبعد جهود إعلامية ومجتمعية حثيثة، وبعد الحملة الكبيرة التي قادتها “مناطق نت” كاشفة الشبهات حول المشروع، أصدر قائد الجيش قرارًا بوقف الأعمال في المشروع، بناءً على الاعتراضات المتعاظمة، والتي وصلت إلى حدّ تقديم منظمة “الجنوبيون الخضر” شكوى قضائية لوقف المشروع.