بعد التغيرات الهائلة التي شهدها لبنان والمنطقة، سجل اول استحقاق لبناني انتخابي بأبعاد سياسية واضحة تمثل بالانتخابات البلدية التي شهدها لبنان طيلة شهر أيار مايو في محافظاته كافة.
وجاءت هذه الانتخابات بينما تتجه الأنظار الى حزب الله وما سيفعله امام الضغط الخارجي الهائل لتسليم سلاحه، فدخل الى اول استحقاق انتخابي، والذي سماه البعض الأخر أيضا بالاستفتاء بينه وبين قواعده الشعبية التي خرجت من الحرب منهكة منكوبة.
فالطائفة الشيعية التي دفعت الثمن الأكبر للحرب نتيجة استهداف إسرائيل مناطق تمركزها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية نتيجة ملاحقة حزب الله وقيادته ومخازن أسلحته هجرت ودمرت عشرات الالاف من بيوتها وفقدت من شبابها الألاف.
وتحولت هذه الانتخابات الى محطة راقبها من في الداخل والخارج لمعرفة وضع الحزب بين قواعده ووضع التيارات الأخرى طبعا منها المعارضة للحزب ومنها التغييرية مع ان التيارات المعارضة تلك دخلت في تحالفات صادمة مع حزب الله ولاسيما في العاصمة اللبنانية بيروت. فهذه الانتخابات تأتي قبل عام فقط على انتخابات نيابية ستحدد طبيعة المجلس النيابي الأول بعد التغييرات الهائلة التي شهدها لبنان ولاسيما ما حل بحزب الله والته العسكرية.
وتعتبر الانتخابات البلدية اول استحقاق انتخابي بعد الحرب وأول استحقاق سياسي تخوضه التيارات اللبنانية بكافة تلاوينها وطوائفها بعد تعمق الشرخ بين الحزب والمكونات اللبنانية الأخرى التي اتهمته بجر لبنان الى حرب لصالح اجندة خارجية ليس للبنان أي مصلحة فيها.
فهل تعاطى حزب الله مع الانتخابات البلدية لتوجيه رسائل الى الداخل والخارج انه ما زال القوة التمثيلية الأولى للشارع الشيعي وان الضربات العسكرية التي وجهت له عززت مكانته بين جمهوره وليس العكس فحزب الله هو القوة الوحيدة التي استطاعت ان ترفع نسبة مشاركة مناصريها مقارنة مع اخر انتخابات بلدية جرت في لبنان قبل ٩ سنوات.
فقد تمكن حزب الله مثلا من رفع حزب الله نسبة اقتراع الطائفة الشيعية لصالح اللائحة المدعومة منه من ١٣ بالمئة الى أكثر من سبعة وعشرين بالمئة.
في أحاديث قريب #١٤ نناقش الانتخابات البلدية من زاوية ما حملته من رسائل واشارات. وما هي الرسائل التي أراد الحزب توجيهها الى الداخل والخارج من خلال ما حققه من نتائج؟ ونطرح الأسئلة عن مدى الترابط بين نتائج تلك الانتخابات وما ستكون عليه الانتخابات النيابية بعد عام. وهل كرس حزب الله مكانة بين بيئته رغم نكبتها؟ ام ان الانتخابات البلدية تختلف عن الانتخابات النيابية ولماذا؟ وأين تيار التغيير ولماذا أصيب بنكسة كبيرة جعلت البعض يتحدث عن عجزه في حشد الشارع؟
انضموا الينا الثلاثاء في السابع والعشرين من أيار مايو الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت عمان وبيروت الثالثة بالتوقيت الأوروبي وشاركونا في النقاش مع
- بادية فحص صحافية تكتب في عدة مواقع لبنانية وعربية
- ليال صقر نواة للمبادرات القانونية
- مهند حاج علي الباحث نائب الرئيس للأبحاث في كارنيغي الشرق الأوسط
- زهير دبس مؤسس موقع مناطق لبنان
تدير النقاش ندى عبدالصمد مستشارة قريب لشؤون التحرير
Speakers







